تُعرف الإبريق أيضًا باسم “الركوة” وهي وعاء مصمم خصيصًا لصنع نوع معين من القهوة التي يتم استهلاكها على نطاق واسع في أجزاء من أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يمكن أن يكون الجسم مصنوعًا من المعدن أو النحاس أو النحاس الأصفر أو السيراميك ولكنه يتميز بمقبض طويل مميز وحافة مصممة لتقديم القهوة.
يسلط هذا الحدث الضوء على تحضير الإبريق أو “الركوة” لتخمير القهوة، في شكل مسابقة تحتفي بالتقاليد الثقافية. في هذه البطولة، يُشجع المتنافسين على جلب أسلوبهم/عنصرهم الثقافي الخاص إلى أدائهم لعرض ما هو أحد أقدم أشكال تحضير القهوة.
بطولة العالم لتحضير القهوة بالركوة: فن تقليدي في إطار عالمي
تُعتبر القهوة جزءًا لا يتجزأ من ثقافات الشعوب المختلفة، وتحديدًا في العالم العربي والشرق الأوسط، حيث تتجذر عادات تقديم القهوة وتحضيرها في نسيج الحياة اليومية. ومع تطور مشهد القهوة عالميًا، برزت بطولة العالم لتحضير القهوة بالركوة (Cezve/Ibrik) كمنصة فريدة تبرز المهارات الفنية لهذا الأسلوب التقليدي في إعداد القهوة.
ما هي بطولة العالم لتحضير القهوة بالركوة؟
بطولة العالم لتحضير القهوة بالركوة هي حدث سنوي تنظمه جمعية القهوة المختصة (SCA)، التي تُعتبر الجهة الرائدة عالميًا في تطوير معايير جودة القهوة. تهدف هذه البطولة إلى تسليط الضوء على فن تحضير القهوة باستخدام الركوة، وهي الأداة التقليدية المستخدمة في إعداد القهوة التركية أو العربية.
تركز المنافسات على إبراز مهارات الباريستا في إعداد القهوة بطريقة تُظهر الحرفية والجودة العالية. تتطلب هذه المهارة فهمًا عميقًا لعملية التحضير، بما يشمل اختيار نوع القهوة، وضبط درجة الطحن، وقياس الكميات، والتحكم في درجة الحرارة.
أهمية الركوة في التحضير التقليدي
تُعد الركوة أداة تحضير القهوة التقليدية منذ مئات السنين، وتتميز بشكلها البسيط المصمم لتحقيق تسخين متساوٍ للقهوة. يتم وضع الركوة على مصدر حرارة لتحضير القهوة ببطء، ما يُبرز نكهاتها الغنية ويمنحها قوامًا مميزًا. تُستخدم الركوة في العديد من الثقافات، من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى دول البلقان وتركيا.
تؤثر جودة الركوة بشكل كبير على عملية التحضير. الركوة المصنوعة من النحاس، على سبيل المثال، تُعد الأكثر شيوعًا نظرًا لقدرتها الممتازة على توزيع الحرارة. كما أن حجم الركوة وشكلها يلعبان دورًا في إنتاج رغوة متساوية والحفاظ على النكهات.
كيفية تنظيم البطولة
تمر البطولة بعدة مراحل:
- البطولات الوطنية: تُنظم في مختلف الدول لاختيار ممثلين مؤهلين للمشاركة في البطولة العالمية.
- الجولة التمهيدية: يتم فيها تقييم المتسابقين بناءً على معايير محددة تشمل التقنية، النظافة، جودة القهوة، والإبداع.
- الجولة النهائية: يتنافس فيها أفضل المتسابقين على المستوى العالمي لإبراز مهاراتهم أمام لجنة تحكيم مكونة من خبراء معتمدين.
معايير التقييم
تعتمد لجنة التحكيم على مجموعة من المعايير لتقييم أداء المتسابقين، من أبرزها:
- النظافة والاحترافية: لضمان تجربة تحضير منظمة.
- دقة القياس: بما يشمل استخدام الكميات المناسبة من القهوة والماء.
- التذوق: للتأكد من جودة النكهات وتوازن القهوة.
- الإبداع: في تقديم وصفات جديدة باستخدام تقنيات تقليدية.
مشاركة العالم العربي
شهدت بطولة العالم لتحضير القهوة بالركوة مشاركة متميزة من دول عربية، حيث سعى العديد من الباريستا إلى إبراز براعتهم في تحضير القهوة التقليدية. في عام 2017، حققت الباريستا السعودية سارة العلي إنجازًا بارزًا بحصولها على المركز السادس عالميًا بعد تألقها في البطولة.
كما تُنظم العديد من الدول العربية بطولات محلية لتشجيع الشباب على المشاركة وإبراز مواهبهم في هذا المجال، مثل بطولة الإمارات لتحضير القهوة وبطولة السعودية للقهوة.
الركوة بين التقليد والابتكار
رغم أن الركوة تُعد رمزًا لتحضير القهوة التقليدية، إلا أن التطورات في هذا المجال شهدت دمج تقنيات حديثة وأساليب مبتكرة لتحضير القهوة باستخدام هذه الأداة. أصبح الباريستا يُضيفون مكونات جديدة مثل التوابل والحمضيات لتحسين النكهات، مما يجعل الركوة أداة تجمع بين الأصالة والابتكار.
أهمية البطولات في تعزيز ثقافة القهوة
لا تقتصر أهمية بطولة العالم لتحضير القهوة بالركوة على المنافسة فقط، بل تسهم أيضًا في:
- تعزيز الوعي الثقافي: من خلال تسليط الضوء على التراث التقليدي للقهوة.
- تطوير مهارات الباريستا: وإتاحة الفرصة لهم للتعلم والتفاعل مع خبراء عالميين.
- تشجيع الابتكار: من خلال تحفيز المشاركين على تقديم وصفات جديدة وتحسين تقنيات التحضير.
ختامًا
تُعتبر بطولة العالم لتحضير القهوة بالركوة احتفاءً بالفن التقليدي لصناعة القهوة، وتوفر منصة عالمية تجمع بين التراث والإبداع. إنها ليست مجرد منافسة، بل تجربة تعليمية وثقافية تلهم عشاق القهوة حول العالم وتُبرز القيمة التاريخية والثقافية لهذه الأداة البسيطة التي أبهرت عشاق القهوة عبر العصور.